لم أعلم أنني في يوم ما سوف أكتب عن مدى حبي وعشقي للتواجد بالقرب من الحيوانات الأليفه وما الذي حدث جعلني أتحول لحبهم بهذة السرعة ولما لا وانا الذي لطالما كرهت تواجدهم بجانبي لفترة طويلة ولم أحبذ الجلوس بالقرب من الأشخاص الذين يقومون بتربية هذة الحيوانات ، كنت أشمئز بشدة من تلك الحيوانات ولكن الآن أشمئز من بعدي عنهم لفترة طويلة ..
فروحي أصبحت ملتصقة بهم وكأن روحنا خلقت لتعطي جزء من الحنان والدفء لتلك المخلوقات البريئة .
في يوم من الأيام رجعت من كليتي كالعادة منهك من التعب ولكنني مستمتع بما أدرسه ، وبمجرد دخولي البيت أري أختي تحمل على كتفها "قطة" الأمر الذي أثار دهشتي وحيرتي فأبي دائماً رفض تواجد أي حيوان في منزلنا مراعاة لشعور أمي لأنها تخاف منهم ولا تستلطف وجودهم علي الإطلاق .
فقمت بسؤال أختي ؟
إيه ده وجبتيه إزاي ومنين انتي مش عارفه ان ابوكي رافض دخول الحيوانات البيت !!
فأجابت بصوت يملئه الخوف والرغبة معاً ؟
انت عارف يا إسلام اني نفسي فيهم من زمان نفسي أربي أي حيوان وأخد بالي منه والعب معاه ، خليك معايا إقنع بابا وماما لما يرجعوا إنهم يسيبوه معايا والله ده نظيف جداً وواخد كل التطعيمات انا جايباه من صاحبتي!
فأخذت أفكر كثيراً وكلي حيرة وتصور بين غضب أمي وأبي عند رؤية هذا الحيوان في منزلنا وكيف سأقنعهم بتركه وهم يعلمون جيداً انني لا احب هذة الحيوانات ، وبين عدم حبي في رؤية اختي حزينة لفقدان شئ لطالما رغبت فيه كثيراً !
فبدأت في البحث عن أهمية وجود حيوان أليف في منزلك وما الذي يفعله ؟
فوجدت حجج قوية ربما تساعد مثل :
1. تربية حيوان أليف يحسن المزاج، ويقلّل من الشّعور بالوحدة
2. يقلل من الشّعور بالتّوتر
3. يعزز الشّعور بالمسؤولية
4. تقليل احتمالية الإصابة بأمراض الحساسية؛ مثل: الربو
5. بالإضافة خصيصاً بأن القطط نظيفه فهي تنظف نفسها باستمرار وتعمل على خفض الطاقة السلبية من المنزل وإضفاء روح من المرح والسعادة من خلال حبها لللعب وايضاً مواقفها الطريفة .
ورددت في نفسي ربما تكون تربية هذا القط وتواجده سيساعدني على تجاوز لحظات الحزن والملل التي أشعر بها ، من الممكن أن تكون رفيق رائع خصوصاً عندما نظرت إليه إنتابني شعور حب وحنين لم أشعر به من قبل نظرته البريئة تملكت من سكون قلبي ، ضحكته عندما أقتربت منه جعلتني أشعر بالتحسن وأيقنت حينها أنها فرصة ربما لن تتكرر لكسر روتين يومي والشعور بالحب تجاه شئ ما ... فجلست وإنتظرت رجوع ابي وامي للمنزل .
وجاءت اللحظة التي نعلم بأنها ستكون صعبة وجدال سينتهي بغضب أحد او حزن الأخر وعندما وقفت انا واختي أمام أبي وإمي بعدما رأيا قط أليف في البيت وأشتاطوا غضباً ، وتسلحت أنا بالحجج والمعلومات التي جمعتها لتكون عوناً لي ولهذا القط في تقوية موقفه بالعيش معنا .
تفاجأنا برد فعل أبي بأنه يرحب بتواجد القط ولكن امي كان ردها متوقع بانها ستغادر المنزل في حالة تواجد هذا القط لمدة ساعة أخرى !
بدأ شعور الحزن والقلق يتسرب بداخل اختي كما انني شعرت بالشفقة علي القط الأليف فأين سيذهب وكيف سيعيش وهل سيتمكن من العيش من الأساس أم سيموت بعدما يغادر ؟؟
فجلست بجوار أمي وهي غاضبة وتردد نفس السؤال ؟
إزاي جبتوه اصلاً انتوا مبتحسوش مش عارفين اني بخاف منهم ومبحبهمش ( ربما لا تعلم مايخفيه المستقبل )
حاولت كثيرا إقناعها وما زالت ترفض وتصمم علي رحيله ، شعرت أختي بالحزن وبدأت عيناها تزرف الدموع حزناً علي فراق قط لم تعش معه لمدة يوم كامل حتى !!
وهنا يتدخل القدر الإلهي بقول أمي سيبوه النهاردة وبكرة يروح لصاحبته ربما هذة العبارات هي التي ستمكن ( القط زغلول ) من العيش معنا لمدة عامين وأكثر حتى الآن بعدما غير الله وجهته .
فبعد يوم طويل متضارب المشاعر سمحت أمي لنا بتبنيه ولكن بشروط معينة ، وبعد مرور شهر لم تقترب منه وتخاف أن يلمسها ، أصبح الآن ينام في حضنها ويصلى بجوارها ويأكل من يداها ويلعب ويضحك عندما يراها ، أصبحت أمي الرفيق والدرب والوجهة التي تعطي هذا القط الرفق والحنان وترعاه كما لو كان إبنها مثلي تماماً ..
وأيقنت أنا أنني كنت في أشد الحاجة لرفيق خفيف الظل ، عطوف يعيش معي لحظات حياتي فأصبح بمثابة طفل أرعاه كل يوم وأحزن لعدم رؤيته عندما أسافر وافرح باستقباله لي عندما اعود .
هذا القط الأليف قام بتدفئة بيتنا وجعلنا جميعاً نشعر بالسعادة والمسئولية تجاهه فنحن جميعاً نحبه بشدة .
لذلك أنصح كل من يقرأ هذا المقال وأصبح الآن يعرف حكاية القط ( زغلول ) ، بأن يعامل الحيوانات الأليفة برفق فهي كائنات مسلمه ورقيقة خلقت للحياة مثلنا لا ينبغي لنا تعنيفهم أو إيذائهم بأي شكل كان !!
تأكد من أن تربيتك لحيوان أليف سيغير من نمط وأسلوب حياتك تماماً وسيملئ عليك فراغك وستتعلق به كثيراً.
سبحان خالق الشعور ونازعه فبعد عمر طويل أرفض المشي بجوار قط أصبحت الآن أنام وهو جالس علي ركبتي أو نائم علي صدري ، اصبحت اشعر بالحنان والدفء .
اذا كانت لديك الفرصة في تربية حيوان لا تتردد في تربيته ربما يكون سبب رئيسي في دخولك الجنة ، وبالتأكيد سيحسن من مهاراتك الحياتية و سيعلمك الكثير من الاشياء.
ربي حيواناً أليفاً فله الكثير من المزايا العلمية والحياتية المهمة التي ستكتسبها منه في الحياة مثل : ( الصبر – المسئولية – النظام – لين القلب – المرح- الحب )
في النهاية أصبحت أجد في زغلول الرفيق والصديق ولن أبالغ إذا قولت الأبن الذي اتحمل مسئولية والذي جعلني أشعر بالحنان فكما جعلته يعيش حياة كريمة ، جعلني أعيش حياة مختلفة مليئة بالطيبة
فكان خير جليس وقت أزمة كورونا وما زال خير صديق حتي الأن...
Comments